يبدو أن في لبنان دولا" داخل الدولة ورؤساء" مرادفين للرئيس ودساتير متعددة بقيادة منظومة سياسية ضيقة من الموارنة، توزع الجنسية على اللبنانيين كمقيمين في إمارة خاصة ، فالرئيس الجميل اتهم الأرمن بأنهم غير لبنانيين لأنه رسب في الإنتخابات ،والبطريرك سحب الجنسية اللبنانية من الشيعة بعد جولته الأوروبية، ،وغدا سيأتي من يقول للأكراد اذهبوا للعراق وتركيا،والسنة إلى مصر، لأن هذا الوطن المسمى لبنان قد صنعه الفرنسيون لناولأجلنا،ولذا يقيم البطريرك صفير على نية فرنسا كل عام كتقليد كنيسي يمزج بين السياسة والدين تكريما لفرنسا التي احتلت لبنان ولم نتهم بكركي بالولاء لفرنسا لأننا نحترم الرأي الأخر ،وترتبط بكركي بالفاتيكان كمرجعية دينية مركزية للمسيحين على المستوى التنظيمي والمالي ولم يتهمها بالولاء والتبعية،ويطلق البطريرك صفير موافقته السياسية اللاذعة والمزعزعة للوفاق الوطني وتهدد الوجود المسيحي بإعلان رفضه للديمقراطية التوافقية وتأييده لحكم الأكثرية وخضوع الأقلية،لأنه في لحظة زمنية كانت الأكثرية متوافقة مع طروحاته.
ولكن نسأل غبطته ماذا لو تحولت الاكثرية إلى الجهة الأخرى المعارضة لأفكاره ومواقفه، وهذا بات وشيكا وعزلت الأقلية ومنعت من المشاركة في الحكومة والإدارة فماذا سيكون موقفه وهل سيكون راضيا أم أنه يرفع لواء الدفاع عن حقوق المسيحين الذين يرعاهم سياسيا حيث أنه لا يعترف بكل ماروني لا يوافقه الرأي من ميشال عون إلى سليمان فرنجية إلى إميل لحود وغيرهم، فالماروني من يرضى عنه البطريرك صفير واللبناني من يرضى عنه، و اسرائيل جارة و تتحول إيران البعيدة تهديدا للبنان .
ان طعن البطريرك صفير بوطنية الشيعة وإنتمائهم بولائهم لإيران، لتفجير السجال الطائفي ، إفتراء مرفوض وللتذكير فإن المقاومين الشيعة من أحزاب اليسار ومع المقاومة الفلسطينية وحركة أمل بقيادة الإمام الصدر كانت قبل إيران -الثورة، وبالتالي فالمقاومة التي شارك فيها الشيعة مع بقية اللبنانين الوطنيين بمساعدة سوريا وإيران، للدفاع عن الأرض ومقاومة الإحتلال وكان البعض بمباركة البطريرك أو صمته او بحجة الأمر الواقع، أمثال سعد حداد وإنطوان لحد ادوات للإحتلال الإسرائيلي، وبحسب البطريرك صفير فإن أحمد الأسعد ايراني الولاء.. ومعه كل الشيوعيين الشيعة وكل المستقلين ،مع حق الشيعي بحفظ العلاقة العقائدية والثقافية والسياسية بمن يشاء وخصوصا مع إيران.؟.
إن دور المرجعيات الروحية إطفاء الحرائق السياسية والطائفية بدلا من إشعالها،و مأمورة بتنفيذ تعاليم رسالاتها الدينية وكلها سماوية والسيد المسيح(ع)جاء إلى جنوب لبنان ولم يصل بكركي ،فكانت معجزته الأولى في قانا الجليل التي ارتكب فيها الصهاينة مجزرتهم ضد الأبرياء في مقر الأمم المتحدة،وتنقل السيد المسيح(ع)مع أمه العذراء مريم(ع)التي كانت تنتظره على تل "المنطرة " في مغدوشة يبشر بالسلام والمحبة والوحدة في سهول الجنوب،وبارك الجنوب بإقامته ولذا فإن الجنوب عصي على المحاولات الإسرائيلية لإخضاعه أو احتلاله وقادر على تجاوز أي سجال داخلي يضعف الموقف الوطني،لأنه ما زال يحتفظ "بوزنات" المحبة والسلام والدفاع عن المقدسات ضد لصوص الهيكل وأعوانهم ويردد قول السيد المسيح (ع) (اغفر لهم يا أبتاه فإنهم لا يدرون ما يفعلون)ونسامحهم ونحتضنهم حتى ولو عرفوا ولو وعرفنا أيضا ما يفعلون .
فالوحدة الوطنية أمانة، نحميها بالتضحيات،لحفظ الوطن والكيان من كل اعتداء خارجي،وأي فتنة داخلية،وقدرنا أن نضحي ونعض على الجرح ونتجاوز كل الإتهامات والتلفيقات التي تتكسر على صخرة إنتمائنا وصدقنا واستقلاليتنا.
من يطالب بالسيادة ونزع سلاح المقاومة فليعد إلى موقفه الديني الذي يلزمه بنصرة المظلوم،وإلى العيش المشترك لا التفرقة،وإلى الحقيقة لا الأوهام والاتهامات أو قول الإملاءات الخارجية،فالشمس لا تغيب إذا أغمض البعض أعينهم،بل يحرمون من ضوئها لرؤية ما خلق الله من جمال ولايفرقون بين الكأس المسمومة والقربان..؟